كان يا ما كان في قديم الزمان ، في احد البلادِ النائيةِ ، في مملكةٍ كبيرةٍ جداً يعيشُ فيها الملكُ سلمان مع زوجتهِ الملكة منيرة وابنتهما الاميرة ايناس في سعادةٍ و امانٍ ، يحكمونَ بلادهم بكلِ العدلِ والانصافِ .
قد احب الناسُ ملكهُم سلمان الذي تحلى بالصفاتِ الحميدةِ ، واحبوا الاميرةَ ايناس ذات الجمال الأخاذ .
قرب هذه المملكةِ بقليلٍ كان هنالك بئر وسط غابةٍ كثيفة الاشجارِ ، يحيطها سوادٌ من كل الجهاتِ ولم يسبق لاحدٍ ان تجرأ ودخلها .
قد سُمِعَ الكثير من الاشاعاتِ التي تقول ان في داخلِ هذا البئر وحشاً كبيراً ، ولهذا فقد صدر الملكُ قراراً بألا يدخل احد الى هذه الغابة .
الى ان جاءَ يوم ذهبت به الاميرة ايناس للعب في ساحةِ القصرِ بالكرةِ ، وبينما هي كذلك هبت رياحٌ عاتيةٌ سحبت معها الكرةَ الى بعيدٍ ، تنهدت الاميرةُ ثم ركضت لتلحق بها ، بدأت تجري وتجري لكنها لم تجدها فقررت الابتعادَ اكثر ، فجرت الى ان وصلت الى تلك الغابة التي يحيطها السوادُ ، دون جدوى .
توقفت الاميرةُ تفكر بما ستفعله ، ترددت كثيراً لكنها تغلبت على مخاوفها ودهلت الى الغابةِ بكل هدوءٍ وطمأنينةٍ خطوةً تلو الاخرى تناظر كل ما حولها لكنها لم تجد الكرة .
يأست الاميرةُ وقررت العودة الى القر ولكنها ادركت متأخرة انها ضلت الطريق ، بكت كثيراً وصرخت لكن لا مُجير لندائها فقررت ان تتمشى قليلاً لربما ستجد دليلاً او مُجيراً لكنها تعثرت في وسطِ الظلامِ بصندوقٍ ملقاً على الارضِ فأزاحته فاذا بالبئر التي لطالما سمعت عنها .
كانت الاميرة محبة للاستطلاع ، وقررت ان تُلقي نظرةً للداخلِ ، تنفست الصعداء وانزلت رأسها الى داخل البئرِ لكنها لم ترَ شيئاً سوى ظلامٍ دامسٍ ، بدت الحيرة على وجهها وصممت الدخول بأي طريقةٍ كانت ، تجولت حولها فوجدت حبلاً ، اخذته وربطته في شجرةٍ قرب البئر وتدلت به لجوف البئر وبدأت بالنزول لكنها لم تصل الى ارضٍ ، أرعت اكثر فبدأت ترى شيئاً غريباً ، ظنت انها قد وصلت فأغمضت عينيها وقفزت لكنها كانت لا تزال تنزل ولم تصل الى اية ارضٍ .
استغرب الاميرة وفتحت عينيها فاذا بها بحضنِ شابٍ جميلٍ طويلِ القامةِ ابيض الوجهِ ازرقِ العينينِ اشقرِ الشعرِ